التغذية الصحية تقلل من خطر الإصابة بالخرف!

يرتبط الأكل الصحي بالفعل بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وقد يكون له تأثير إيجابي على الصحة المعرفية. أظهرت الأبحاث أن بعض الأنماط الغذائية ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، حتى لو بدأ الأفراد في اتباع نظام غذائي صحي في وقت لاحق من حياتهم. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتبعون كلا النظامين الغذائيين بشكل وثيق لديهم خطر أقل للإصابة بالخرف مقارنة بأولئك الذين لا يتبعون ذلك. على سبيل المثال، وجدت دراسة استمرت تسع سنوات شملت أكثر من 60.000 ألف رجل وامرأة ونشرت هذا العام في مجلة BMC Medicine أن الأشخاص الذين يتناولون نظامًا غذائيًا متوسطيًا لديهم خطر أقل للإصابة بالخرف بنسبة 23 بالمائة.

تشمل المكونات الرئيسية لنظام غذائي صحي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف ما يلي:

فواكه وخضراوات: يوفر النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الأساسية التي تدعم صحة الدماغ.

الفراولة: تحتوي جميع الفواكه على مركبات الفلافونويد، وهي مركبات قوية مضادة للأكسدة. وجدت دراسة كبيرة نُشرت عام 2021 في مجلة علم الأعصاب أن الأشخاص الذين تناولوا أعلى كمية من الفلافونويد كانوا أقل عرضة بنسبة 19 بالمائة للإبلاغ عن انخفاض في الوظيفة الإدراكية من أولئك الذين تناولوا أطعمة غنية بالفلافونويد بشكل أقل. وعلى وجه الخصوص، تحمي الفراولة خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي الضار وتساعد على تقوية الذاكرة. (توجد أيضًا مركبات الفلافونويد في الشاي والشوكولاتة الداكنة).

زيوت صحية: الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة، الموجودة في الأطعمة مثل الأفوكادو والزيتون والمكسرات والبذور وزيت الزيتون، تحمي من أمراض القلب والسكتة الدماغية، وهي عوامل خطر لمرض الزهايمر. الأحماض الدهنية أوميغا 3، وهي نوع من الدهون المتعددة غير المشبعة الموجودة في الجوز والشيا وبذور الكتان، وكذلك المأكولات البحرية، قد تبطئ شيخوخة الدماغ.

بيضة: صفار البيض غني بالكولين، وهو عنصر غذائي مهم للذاكرة ووظائف الدماغ الأخرى. في دراسة أجريت عام 500 ونشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية والتي شملت ما يقرب من 2019 رجل، ارتبط كل 50 ملليجرام يوميًا من تناول نوع من الكولين يسمى فوسفاتيديل كولين بانخفاض بنسبة 10 بالمائة في خطر الإصابة بالخرف. المصدر الرئيسي للفوسفاتيديل كولين في النظام الغذائي للرجال هو البيض. تحتوي البيضة الكبيرة على 168 ملجم من الكولين، حوالي 70 بالمائة منها عبارة عن فوسفاتيديل كولين.

فاصوليا: البقوليات غنية بالألياف. لكل كوب (مطبوخ)، يحتوي العدس على 16 جرامًا، والحمص حوالي 13 جرامًا، وفاصوليا البينتو 11 جرامًا. (القيمة اليومية هي 28 جرامًا). وجدت دراسة أجريت عام 2022 على كبار السن في المجلة الأمريكية للطب أنه مع زيادة تناول الألياف، زادت أيضًا درجات اختبار وظائف المخ الذي يقيس معالجة المعلومات والانتباه والذاكرة. (الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة هي مصادر جيدة أخرى للألياف). كما أن الحصول على ما يكفي من الألياف يساعدك أيضًا على الحفاظ على وزن صحي، ويوازن مستويات السكر في الدم، ويحسن صحة القلب، وكلها مرتبطة بالصحة المعرفية.

ومن الجدير بالذكر أن اتباع نظام غذائي صحي ليس سوى عنصر واحد من نهج شامل للحد من خطر الإصابة بالخرف. تلعب عوامل أخرى مثل النشاط البدني والتحفيز الذهني والمشاركة الاجتماعية أيضًا أدوارًا مهمة في الحفاظ على الصحة المعرفية.

لم يفت الأوان أبدًا لبدء نظام غذائي صحي وإجراء تغييرات إيجابية في نمط الحياة لدعم صحة الدماغ. وحتى في وقت لاحق من الحياة، يمكن أن يكون لهذه التغييرات تأثير مفيد على الوظيفة الإدراكية وربما تقلل من خطر الإصابة بالخرف.